كيف حطم مستر بيست خوارزميات اليوتيوب؟

في عالم صناعة المحتوى الرقمي، يقف اسم مستر بيست كواحد من أعظم صانعي الفيديوهات على منصة يوتيوب، حيث تمكن من جذب مئات الملايين من المشاهدات لكل فيديو جديد يطلقه.

لكن ما السر وراء هذا النجاح الاستثنائي؟ وكيف استطاع أن يفهم ويكسر خوارزميات اليوتيوب ليجعلها في صالحه؟

خوارزميات اليوتيوب
خوارزميات اليوتيوب

في هذه المقالة، سنتناول كيف حطم مستر بيست خوارزميات اليوتيوب من خلال استراتيجيات مدروسة، وخطوات متقنة جعلت من قناته واحدة من الأسرع نموًا على المنصة.

الخطوة الأولى: اختيار الفكرة الفيرالية

القاعدة الذهبية التي يعتمد عليها مستر بيست هي أن يبدأ كل شيء من الفكرة الضخمة.

فهو لا يكتفي بفكرة تقليدية، بل يبحث دائمًا عن شيء جديد يثير الدهشة.

على سبيل المثال:
  • العيش 50 ساعة مدفونًا تحت الأرض.
  • التبرع بمئات آلاف الدولارات للأشخاص المحتاجين.
  • تحديات قاسية مثل الامتناع عن الأكل لمدة 30 يومًا.

الأفكار عنده تنقسم إلى محاور رئيسية: المال، الدراما، التحديات، مشاركة المشاهير، وردود الأفعال.

وغالبًا ما يدمج بين اثنين أو أكثر ليضاعف عنصر الإثارة.

الخطوة الثانية: فهم خوارزميات اليوتيوب

يعرف مستر بيست أن اليوتيوب يهتم بأمرين رئيسيين: النقر على الفيديو (CTR) و مدة المشاهدة (Retention).

لذا يحرص على أن تكون العناوين والصور المصغرة (Thumbnails) مغرية لدرجة تدفع المستخدم إلى النقر فورًا، مع ضمان أن يبقى المشاهد أطول وقت ممكن داخل الفيديو.

ولذلك يجري باستمرار اختبارات (A/B Testing) على الصور المصغرة، ليعرف أيها يحقق تفاعلًا أعلى، حتى لو كان الفيديو قد وصل لمئات الملايين من المشاهدات.

الخطوة الثالثة: قوة العنوان والصورة المصغرة

العنوان عند مستر بيست ليس مجرد جملة، بل هو وعد وإثارة.

يجب أن يشعر المشاهد أنه سيخسر شيئًا مهمًا إن لم يشاهد الفيديو.

أما الصورة المصغرة فهي مصممة بدقة لتثير الفضول وتكمل العنوان.

تخيل مثلًا عنوانًا مثل: “آخر من يغادر الدائرة يفوز بسيارة لامبورغيني” مع صورة حقيقية للسيارة والدائرة المرسومة على الأرض — من المستحيل تجاهل النقر!

الخطوة الرابعة: أول خمس ثوانٍ (The Hook)

يدرك مستر بيست أن أول خمس ثوانٍ هي التي تحدد مصير الفيديو.

إن لم يجد المشاهد ما يتوقعه فورًا، سيغادر.

لهذا السبب يبدأ الفيديو مباشرة بمشهد صادم أو مشوّق يلخص الفكرة.

مثال: ورائي قاتل مأجور، وإذا لم ينجح في الإمساك بي حتى نهاية اليوم، سيحصل على 100 ألف دولار.

هذه الجملة وحدها كافية لجعل المشاهد يكمل الفيديو للنهاية.

الخطوة الخامسة: تجاوز التوقعات

لا يكتفي مستر بيست بالوصول لتوقعات المشاهد، بل يسعى دائمًا إلى تخطيها.

يبني مجموعات ضخمة، ينفق مبالغ هائلة على الجوائز، ويستثمر جهدًا ووقتًا مضاعفًا ليقدّم تجربة غير مسبوقة تجعل الجمهور يقول: هذا جنون، لم أرَ شيئًا كهذا من قبل.
الخطوة السادسة: الحفاظ على معدل المشاهدة (Retention)

لا يضيع مستر بيست ثانية واحدة من وقت المشاهد. يبدأ التحدي منذ اللحظة الأولى، ويملأ الفيديو بالأحداث المتسارعة، والانتقالات السريعة، والتغيرات المستمرة في المشاهد.

كما يعتمد على تقسيم الفيديو إلى مراحل متعددة، بحيث يشعر المشاهد أن هناك دائمًا شيئًا قادمًا يجعله متشوقًا للبقاء حتى النهاية.

لماذا نجح مستر بيست فيما فشل فيه الآخرون؟

السر ليس فقط في الأفكار المجنونة، بل في الجمع بين الاحترافية والإصرار على التجديد. 

معظم صانعي المحتوى يكررون نفس الأسلوب، بينما مستر بيست يبتكر ويستثمر في كل فيديو كما لو كان فيلمًا سينمائيًا.

وبهذا يكون قد أثبت أن تحطيم خوارزميات اليوتيوب لا يتم بالحظ، وإنما بالعلم، التخطيط، وفهم عميق لنفسية المشاهد.


الخلاصة: إن سر نجاح مستر بيست يكمن في تطبيقه لمعادلة متكاملة تجمع بين الفكرة الضخمة، العنوان المشوّق، الصورة المصغرة الجذابة، قوة البداية، تجاوز التوقعات، والحفاظ على معدل المشاهدة.

وبهذا الأسلوب تمكن من أن يحطم خوارزميات اليوتيوب ويحوّل قناته إلى إمبراطورية رقمية.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-