أهمية تحسين تجربة المستخدم ودورها في التسويق

تتخذ تجربة المستخدم نهجًا جديدا فالآن يمكن اعتمادها كأسلوب تسويقي في التسويق الإلكتروني، لما لها من تأثير كبير من جانب الحفاظ على العملاء.

تجربة المستخدم
تجربة المستخدم

ارتقت تجربة المستخدم لأكثر من كونها تمثل التصميم الأنيق السريع لواجهات المستخدم إلى استراتيجية تسويقية فعالة وأصبحت جزءا أساسيا للتسويق عند العديد من الشركات.

في بداية مسيرتها كانت جزءا من عمل مطوري واجهات المستخدم والمبرمجون الذين يلتزمون بتحسين تجربة المستخدم من خلال إمكانية الوصول والأداء والوظائف التي تركز السرعة والسلاسة.

في هذا الدليل سنتعرف على تجربة المستخدم كنظام تسويقي، وما يمكن أن تنتجه لك إن استغليتها بالشكل الصحيح.

ماهي تجربة المستخدم 

تجربة المستخدم (UX) هي تخصص متعدد الجوانب يضمن التصميم الشامل وتعزيز رضا المستخدمين من خلال النظر في احتياجاتهم وأهدافهم وتوقعاتهم طوال تفاعلهم مع منتج أو خدمة.

إنها تتجاوز المظهر الجميل وسهولة الاستخدام وتنغمس في جوانب علمية مختلفة تضم علم النفس وسلوك الإنسان واستجاباته العاطفية.

في جوهرها، تهدف تجربة المستخدم إلى خلق تجارب ذات مغزى وسلسة وتوفير قيمة للمستخدم وحل مشاكله، تشمل فهم الجمهور المستهدف، وإجراء بحوث المستخدم، واستخدام تقنيات التصميم المختلفة لتحسين الواجهة.

يستفيد محترفو تجربة المستخدم UX من التعاطف والتركيز على المستخدم لضمان تجربة استثنائية عند كل نقطة اتصال، من لحظة الأستكشاف الأولى إلى التفاعلات اللاحقة بحيث تلبي رغبات المستخدمين وتحقق تأثير إيجابي.

لنأخذ مثالا بسيطا على العملية لفهم UX بمنظور أقرب، دعونا نأخذ تطبيق الخدمات المصرفية عبر الهواتف المحمولة.

عند التفكير في توفير تجربة مستخدم جيدة، سنبدأ بتوفير احتياجات المستخدمين المصرفية بسلاسة، مثل فحص أرصدة الحساب بسرعة، إجراء معاملات آمنة، والوصول إلى رؤى مالية مخصصة.

سنعطي الأولوية لسهولة الاستخدام، من حيث والتنقل، والإشارات المرئية الواضحة لإرشاد المستخدمين خلال المهام المعقدة، مما يشجع على الثقة والكفاءة والرضا، ليس ذلك فقط بل إن تجربة المستخدم تتعدى المجال الرقمي، تشمل المنتجات المادية والبيئات والخدمات.

على سبيل المثال، تصميم تخطيط وعلامات في متجر تجزئة لتوجيه العملاء بسهولة، أو إنشاء واجهات مريحة وبديهية لأجهزة المنزل الذكية، كل ذلك يدخل في نطاق تجربة المستخدم.

تجربة المستخدم هي فن وعلم لصنع تجارب توفر الأولوية لاحتياجات المستخدمين، وتتوافق مع أهدافهم، وتستحضر العواطف الإيجابية، هي مجال متعدد التخصصات يجمع بين عناصر علم النفس والتصميم والتكنولوجيا وصولا إلى أن لها تأثير تسويقي كبير.

هل تجربة المستخدم أسلوب تسويقي

هل تجربة المستخدم أسلوب تسويقي
هل تجربة المستخدم أسلوب تسويقي

عندما يتعلق الأمر بالتسويق الإلكتروني، يتم تجاهل تجربة المستخدم (UX) في كثير من الأحيان ووضع كل الجهود في التركيز على التسويق عبر محركات البحث والإعلانات المدفوعة وإدارة المحتوى والتسويق عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي.

وهو طبعا أمر صائب من جهة التسويق ولكن من جهة تجاهل تجربة المستخدم UX فهذا خطأ يكلف كثيرا، وفقا لأحدث إحصائيات تجربة المستخدم.

70٪ من الأعمال التجارية عبر الإنترنت تفشل بسبب تجربة مستخدم سيئة، إذا كان المستخدمون لا يجدون راحة وسهولة في التفاعل مع منتجك أو خدمتك، فسوف يتجهون إلى منافسيك.

لما يقرب من 90٪ من مستخدمي الإنترنت ينخفض احتمال عودتهم إلى المواقع التي توفر تجربة مستخدم سيئة، هذا يعني فقدان الفرصة لإقناع المستخدمين بالبقاء واستكمال العمليات الشرائية.

نسبة 90٪ من المستخدمين يغادرون الموقع بسبب التصميم السيء، يعني هذا أن تصميم الموقع وتجربة المستخدم العامة لها تأثير كبير على استمرارية زيارة المستخدم وتفاعله.

تقوم فقط نحو 50٪ من الشركات بإجراء اختبار لتجربة المستخدم، هذا يشير إلى أن العديد من الشركات لا تدرك القيمة الحقيقية لتحسين تجربة المستخدم وتجاهلها قد يؤدي إلى فقدان فرص كبيرة.

في المقابل يأدي تحسين تجربة المستخدمUX إلى:
  1. عائد استثمار (ROI) يصل إلى 9,900٪ على استثمارات تجربة المستخدم.
  2. زيادة مؤشرات الأداء الرئيسية بنسبة تزيد عن 80٪.
  3. زيادة معدلات تحويل الموقع بنسبة تصل إلى 200٪.
  4. ما يقرب من 80٪ من مستخدمي الإنترنت على استعداد لدفع مبلغ إضافي من أجل تجربة مستخدم جيدة.
  5. ما يزيد عن 80٪ من المستهلكين يرون أن تجربة المستخدم السلسة عبر جميع الأجهزة في غاية الأهمية.

من وجهة نظري، يجب أن يُعترف بتجربة المستخدم وأن يتم احتضانها كجزء أساسي من التسويق لأي شركة، فبينما يركز التسويق العادي على الوصول إلى جمهور واسع وتحقيق التحويلات.

تقدم تجربة المستخدم نهجًا يركز على العميل كإنسان ويتجاوز التكتيكات البسيطة للمبيعات، من خلال الأولوية المُمنحة لاحتياجات المستخدم وتفضيلاته ومشاعره، يمكنك إنشاء روابط ذات طابع شخصي مع جمهورك المستهدف.

تعتبر تجربة المستخدم رحلة العميل بأكملها، بدءًا من التفاعل الأولي وصولاً إلى المشاركة طويلة الأمد، ضامنةً أن كل نقطة اتصال تكون ممتعة وسلسة ومتوافقة مع قيم العلامة التجارية.

عندما تصبح تجربة المستخدم جزءًا أساسيًا من استراتيجيات التسويق، فإنها تعزز الانطباع العام لعلامتك التجارية، وتعزز ولاء العملاء، وتولد التوصيات الإيجابية.

المستخدمون الراضون ليس فقط يتحولون إلى عملاء مخلصين، بل يصبحون أيضًا مناصرين للعلامة التجارية، ينشرون التوصيات الإيجابية ويجذبون عملاء جدد بشكل عضوي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الاستثمار في تجربة المستخدم إلى النجاح التجاري على المدى الطويل، من خلال تقديم تجارب استثنائية، يمكن لشركتك أن تميز نفسها عن المنافسين وتبني سمعة قوية، مما يؤدي إلى زيادة الاحتفاظ بالعملاء وارتفاع قيمة علامتك في نظر العميل، وفي النهاية، النمو المستدام.

على الرغم من أن التسويق الرقمي وتجربة المستخدم قد تعتمدان على عوامل متناظرة، إلا أن دمج كلا التخصصين يمكن أن يخلق تأثيرًا قويًا.

من خلال دمج مبادئ تجربة المستخدم في جهود التسويق، يمكنك ضمان أن رسائلك الهادفة وأي حملة تسويقية تطلقها تتفاعل مع المستخدمين وتعمل على الاحتفاظ بهم، مما يعزز الارتباط العميق ويحقق التفاعل المجدي.

تجربة المستخدم ليست مجرد جعل الصفحة أو الموقع جذابًا بصريًا أو سهل الاستخدام، بل هي نهج استراتيجي في التسويق يعطي الأولوية لمنظور المستخدم ورضاه.

من خلال اعتماد تجربة المستخدم كتخصص في التسويق، يمكنك إنشاء تجارب مذهلة تعزز ليس فقط تحويل العملاء بل وتبني أيضًا علاقات دائمة مع جمهورك.

تأثير تجربة المستخدم علي علاقة العميل بالعلامة

تجربة المستخدم هي مفتاح حاسم لنجاح العلامة التجارية في عصر التسويق الحديث، عندما تقدم للمستخدم تجربة استثنائية مريحة وسلسة، فإنه يكون أكثر استعدادًا لبناء علاقة قوية ودائمة مع علامتك التجارية.

أحد التأثيرات الرئيسية لتجربة المستخدم الإيجابية هو بناء الثقة، عندما يجد المستخدم أن المنتج أو الخدمة يفي بوعودها ويقدم قيمة فعلية، يبدأ في التثقيف في العلامة التجارية ويؤمن بقدرتها على تلبية احتياجاته.

فالثقة هي عنصر أساسي لبناء أي علاقة ناجحة، وتجربة المستخدم الإيجابية تعمل كأداة قوية لتعزيز الثقة في العلامة التجارية، مما يساهم في تعزيز ولاء العملاء للعلامة التجارية.

عندما يشعر المستخدم بالرضا والاستمتاع والقيمة من استخدام المنتج أو الخدمة، يكون أكثر استعدادًا للعودة مرة أخرى والاستمرار في مسيرته في العلامة التجارية، ومع تكرار هذه التجارب الإيجابية، يتشكل رابط قوي يجمع بين العميل والعلامة التجارية، وهو ما يؤدي إلى الولاء المستدام وتكرار المشتريات.

ولكن تجربة المستخدم ليست مجرد مسألة وظيفية وعقلانية، بل تمتد إلى العواطف والانفعالات، فعندما يعيش المستخدم تجربة إيجابية مع المنتج أو الخدمة، ينشأ رابط عاطفي بينه وبين العلامة التجارية.

وهذا الارتباط العاطفي يسهم في بناء علاقة عميقة تستند إلى المشاعر الإيجابية والولاء العاطفي، عندما يشعر المستخدم بأن العلامة التجارية تمنح إهتمام وتوفر له تجربة مميزة ومثيرة، فإنه يصبح أكثر استعدادًا للتفاعل والتواصل معها.

بالمختصر تجربة المستخدم الجيدة تعمل كأداة فعالة في بناء العلاقة بين العميل والعلامة التجارية، فهي تبني الثقة، وتعزز الولاء، وتؤدي إلى الارتباط العاطفي.

كيفية تحسين تجربة المستخدم لتسويق شركتك

كيفية تحسين تجربة المستخدم
كيفية تحسين تجربة المستخدم

تحسين تجربة المستخدم لتسويق علامتك التجارية خطوة لها دور كبير تحسين المسار التسويقية لك، لكن كيف يمكن تحسين تجربة المستخدم بحيث تعمل على تسويق علامتي التجارية؟

عندما تفهم الفئة المستهدفة وتتوافق قيم العلامة التجارية مع احتياجات المستخدمين، يمكنك خلق اتصال ذو مغزى، قم بتحسين نقاط الإتصال على مدار رحلة العميل لتوفير تجربة مذهلة تزيد من الوعي بالعلامة التجارية وتعزز الولاء.

ابدأ بإجراء بحث مستفيض عن المستخدمين المستهدفين، تعرف على تفضيلاتهم وسلوكياتهم والتحديات التي يواجهونها وأهدافهم، ضبط رسائل التسويق وتجربة المستخدم وفقًا لذلك.

الهوية الواضحة للعلامة التجارية ضرورية، حدد قيم العلامة التجارية وأسلوبها ورسائلها لخلق تجربة متسقة ولا تُنسى.

قم بإنشاء موقع إلكتروني سهل الاستخدام يوفر تجربة تصفح سلسة، حسن التنقل وسرعة التحميل واستجابة الموقع على الأجهزة المحمولة، تأكد من أن التصميم يتوافق مع هوية العلامة التجارية ويعبر عن قيمتها بفعالية.

المحتوى المفيد أمر ضروري، أنشئ محتوى قيم وجذاب عبر مختلف القنوات، يمكن للمدونات ومقاطع الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي والنشرات البريدية عرض خبرتك وبناء الثقة لدى الجمهور.

التخصيص يضفي لمسة خاصة استفد من البيانات لتقديم محتوى مخصص وتوصيات وعروض شخصية، يعزز التخصيص الصلة ويزيد من مشاركة المستخدمين.

خطط وارسم رحلة فريدة للعميل! كيف ذلك؟ بتقليل الاحتكاك وتحسين التفاعلات من نقطة الاتصال الأولى إلى دعم ما بعد الشراء، اجعل الأمر سهلاً وممتعًا للمستخدمين للتفاعل مع العلامة التجارية في كل مرحلة، طبعا يعتمد ذلك بشكل كبير على خدمة العملاء.

حسن تجربة المستخدم عبر تجربة المستخدم، يمكن ذلك عبر دمج دليل اجتماعي مثل شهادات وتقييماتهم داخل الموقع، سلط الضوء على تجارب المستخدم الإيجابية لتوضيح القيمة التي تقدمها علامتك التجارية.

التحسين المستمر هو مفتاح للنجاح، وليست هناك طريقة أفضل لتحسين تجربة العملاء أكثر من الالتزام بتفضيلاتهم، اجمع تعليقات المستخدمين وقم بتحليل البيانات لتحديد المجالات التي يمكن تحسينها.

استمع بعناية لمستخدميك وقم بإجراء التحسينات استنادًا إلى تعليقاتهم، حسِّن تجربة المستخدم بشكل مستمر لتلبية التوقعات المتغيرة.

تذكر، تجربة المستخدم قد لا تكون شكلًا من أشكال التسويق إلا من خلال تقديم تجارب متميزة بشكل مستمر استنادا إلى ماذكرته لك سابقا.

ستكون لديك قاعدة عملاء مخلصة، وستجذب عملاء جدد عن طريق الإحالات، وستبني سمعة قوية لعلامتك التجارية، لذا لابد أن تستثمر في تحسين تجربة المستخدم لتسويق علامتك التجارية بفعالية وتحقيق النجاح.


ختاما
في نهاية هذا المقال، يتضح بوضوح أن تجربة المستخدم لها دور حاسم في نجاح استراتيجيات التسويق الإلكتروني، على الرغم من التركيز الشائع على الجوانب الأخرى مثل التسويق عبر محركات البحث والإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي.

إلا أن تجربة المستخدم لا يمكن تجاهلها، إحصائيات تجربة المستخدم تشير إلى تأثيرها الكبير على أداء الأعمال عبر الإنترنت وتفاعل المستخدمين مع المواقع والتطبيقات.

لذا، ينبغي على عليك الاهتمام بتحسين تجربة المستخدم وتكريس جهودك لتصميم تجارب معنوية وسلسة ومرضية للمستخدمين انطلاقا من المعلومات المذكورة في هذا الدليل.

مع أن ذلك يتطلب أكثر من الالتزام بالنصائح المذكورة أعلاه، قد يحتاج منك فهم عميق لاحتياجات الجمهور المستهدف، وإجراء بحوث المستخدم وتطبيق أفضل الممارسات التصميمية.

يجب أن يتم تكامل تجربة المستخدم في جميع نقاط الاتصال مع علامتك التجارية، لذلك لا أنصحك بأن تقف عند هذا المقال يجب أن تواصل التعلم الأسلوب وكيفية تحسينه واستغلاله في التسويق.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-